چکیده:
أدرك أُئمّة البيان وعلماء البلاغة أثر القرآن فنبهّوا في مؤلفاتهم إلى أهميّة حفظهء
وملازمة درسه ٠ والفحص عن سره وغامض رموزه وإشاراته ء والمداومة على استخدام
ألفاظه وعباراتهء وممارسة حلها أو نثرها في كتابات الأدباء والشعراءء حتَّى يبقى مصوَراً
في فكرهم ٠ ويظلٌ دائراً على ألسنتهم› وبذلك ينتفعون به في كل ما يعرض لهم ءوتكتسب
أساليبهم رونقاً » وتعلوها طلاوة .وهذا إن دل على شيء »فهو يدل على أهمية الثقافة
القرآنية لغةً ودلالة .
وبذلك غدا القرآن الكريم ينبوعاً ثرا للدراسات اللغويّة والأدبيّة على مر العصور ومَثَلاً
أعلى في البلاغة والفصاحة › فأقبل الشعراء والكتاب يمتاحون من بلاغته ء ويصدرون
عنها في معانيهم ولغتهم وأساليبهم الفية .
تقوم فكرة هذا البحث على معرفة الأثر الفني والموضوعي لواحد من أساليب القرآن
الكريم » يتمثل هذا الأسلوب في فن القصة القرآنية الشريفة ء وقد وقع الاختيار على
قصة النبي موسى عليه السلام لكون هذه القصة قد وردت في مواضع متعددة من القرآن
الكريم ء وقد امتازت بتأثيرها الكبير في الموروث الأدبي العربي .وقد حاولت نتبع
الإشارات الموضوعية والفنية › والتماس الأثر القرآني فيها ءومحاولة كشف طبيعة هذا
الأثرء من خلال تتبع هذه الإشارات في الشعر الأندلسي.
وهذا البحث يكشف عن قصة كليم الله موسى عليه السلام وعلاقة شعراء الأندلس بهاء
لمعرفة كيفية تعاملهم مع هذه القصةء وطريقة إيرادهم لها في سياقات نتصوصهم